فتح اهل السودان ، قلوبهم ، قبل ابوابهم ، لدورة المؤتمر القومي العربي العشرين في الخرطوم . وعلى مدى اربعة ايام ( من 16 ولغاية 19 نيسان ابريل ) ، صدحت قاعة طرابلس في فندق برج الفاتح ، وسط العاصمة السودانية ، بنقاشات اكثر من 160 مشاركا قدموا من معظم البلدان العربية ، مع اوراق عمل ودراسات وابحاث ، تناولت القضايا الملحة في المنطقة العربية ، تصدرتها مااصطلحت الانتلجنسيا العربية على تسميته " ثقافة المقاومة " .
و لم يمنع قيظ الخرطوم المشاركين في الدورة العشرين للمؤتمر القومي العربي ، من طرق الحديد الساخن ، للوضع العربي الراهن في ضوء تطورات الاحداث داخل الاراضي الفلسطينية ، ولبنان ، والعراق ، والسودان ، والبؤر الاخرى الاقل سخونة في الشرق الاوسط . ولم يغب الموقف الروسي عن النقاشات في اروقة المؤتمر ، مثلما كان الموقف الاميركي والاوربي ، حاضرا بقوة في كل المداخلات من منطلق ان معظم اوراق التسويات في المنطقة بيد واشنطن والعواصم الغربية .
الراديكاليون العرب ، الذين لم يتعافوا بعد من اوهام القوة السوفياتية الغابرة ، يرون الموقف الروسي من الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة ، ضعيفا ، بل ويذهب بعضهم الى نعته بالمتواطيء ، فيما يعتقد اخرون بان موقف موسكو ، ينسجم مع الاليات الدولية ، بعد انتهاء الحرب الباردة . الحرب ، التي يحلم مشاركون في المؤتمر القومي العربي بعودتها ، بل يصلي بعضهم لاستسقائها .
فالصورة التي تغيب عن اذهان ، الراديكاليين ، ان روسيا ، وان كانت وريثة للاتحاد السوفياتي ، الا انها لاتمتد له .
فعلى الصعيد الاقتصادي ، يسعى الكرملين الى تنشيط الاستثمارات وفق مبدا لاتوجد عداوات دائمة ولاصداقات دائمة ، بل مصالح دائمة .فيما كان الاتحاد السوفياتي لايبخل بالمساعدات ، على حركات التحرر الوطني ، وللدول المنشرة على قطعة الشطرنج الكبرى ، حقبة الحرب البادرة . وتوازن الرعب النووي .
وعلى الصعيد العسكري ، لاتسعى روسيا ، التي ورثت عن الاتحاد السوفياتي ، الاف الرؤوس النووية ، الى معادلة مواقفها الاقليمية والدولية ، بتعزيز ترسانتها النووية ، وزيادة التسلح ، فثمة رهان اكبر على قوة الدبلوماسية ، وليس دبلوماسية القوة . وسقط ، ربما الى الابد ، من قاموس الدبلوماسية الروسية ، مفهوم الانذارت ، ومنها انذار بولغانين ، الشهيرالذي اوقف في بضع ساعات ، العدوان الثلاثي ( اسرائيل وبريطانيا وفرنسا ) على مصر عام 1956 ، ويتذكره العرب بشوق وحنين .
وسياسيا ، لم تعد موسكو ، مولعة ، بالايديولوجيات ، والشعارات وحشد الراي العام العالمي ضد سياسات واشنطن . ليس لانها طلقت ، نهج ، التعبئة الاعلامية المتصاعدة ، فحسب ، بل وايضا لان الدولة الروسية ، لاتريد تبذير اموالها على مايعتبره منظرو الكرملين مضيعة للوقت ، والمال .
لكن ، الاوساط العربية ، تعول على دور روسي اكبر في حل نزاع الشرق الاوسط . وتتطلع الى مؤتمر موسكو الدولي المزمع صيف هذا العام ، على امل ان يحقق نتائج عملية ، وليس حبرا على ورق ، كان سال في مؤتمر انابوليس الذي لم يردع تل ابيب عن شن الحرب ، قبل ان يجف .
وقد تتوصل الاوساط العربية ، الحريصة على تعزيز العلاقات مع روسيا ، الى فهم حقيقة ، ان موسكو ، لاتريد التفريط بحوالي مليون ناطق بالروسية ، يعيشون في اسرائيل ، ترى فيهم الدولة الروسية ، جزءا من الثقافة الروسية ، وامتدادا لها خارج الحدود .
صحيح ان العرب ، الناقمين على السياسة الاسرائيلية ، يعتبرونهم فصلا من فصول الاستيطان والاحتلال . الا ان موسكو تتعامل مع الامر الواقع ، وتسعى الى تجسير العلاقات معهم وتشجب العلميات الانتحارية ضد سكان الدولة العبرية وفي نفس الوقت ترفض الاعتداءات الاسرائيلية على المدنيين الفلسطينين .
المعادلة صعبة ، في عقول المثقفين العرب الذين ، ناقشوا على مدى اربعة ايام من جلسات المؤتمر القومي العربي في الخرطوم ، جملة من الملفات ، جاء بعضها مفعما بحماسات ، تستل مفرداتها من قاموس الحرب الباردة ، فيما يتنطع بعضها الاخر ، لصياغة رؤية تنسجم مع التطورات الاقليمية والدولية ، تستند الى الارقام والمعطيات والاحصائيات ، وليس الى الحماسات .
ومثلما تشهده قمم الرؤساء العرب الدورية من خلافات وتباينات ، تعيش دورات المؤتمر القومي العربي ، خلافات تتميز عن القمم العربية ، بانها مكشوفة وعلنية . لاتفسد للود قضية ، ولاتقطع الوصل بين المثقفين العرب الذي يتطوعون كل عام وعلى نفقتهم الخاصة وباستضافة عاصمة عربية ، لحمل اعباء الجدل حول القضايا الموصوفة بالمصيرية والتي تواجه العرب .
انها ندوة لتنشيط الذاكرة ، قبل ان تكون ، مختبرا لوصف العلاج . ولم يمنع حر الخرطوم الاذهان من التفتق ، فيما عبقت قاعة المؤتمر بعطر السودانيات الفواح وتطرزت بزيهن الوطني الساحر الذي يتميز بتنوع مذهل ، قلما يشاهده المرء في ازياء بلدان اخرى .
احد المشاركين الطرفاء ، علق على المشهد بالقول " ياريت تتنوع اراء المشاركين بتنوع زي السودانيات " واضاف اخر ، وان تتضوع عقول المثقفين العرب ، بعطرهن .
السبت نوفمبر 26, 2011 6:24 am من طرف yussif_9milli
» أرخص ليالي للدكتور يوسف ادريس
الجمعة سبتمبر 09, 2011 12:47 pm من طرف محمد رئوف
» حصريا ً ..:: أكثر من 150 ثيم كل ثيم مكتوب علية أسم رجل ::.. ( توقع أسمك موجود )
الجمعة مايو 20, 2011 7:46 am من طرف eeebrahim
» منهج السنه التكميلية (السنه الخامسة)
الأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:52 am من طرف ahmed2000mansor
» مفاجأة المتحدة g91
الأحد سبتمبر 26, 2010 2:03 am من طرف el-motaheda
» هاي يجماعه سوزي من الاكاديمية البحرية
الثلاثاء أغسطس 03, 2010 11:39 pm من طرف محمد سعيد
» برناج جديد ورائع جدا لحل مشكلة التحميل من الرابيد شير دون غلق الرواتر او اعادة تشغيله
الأحد يوليو 04, 2010 6:42 am من طرف alkwity
» ملحمة غزة انعطاف رهيب للمقاومة.. واسرائيل تقترب من نهايتها
الأربعاء يونيو 09, 2010 8:58 am من طرف yussif_9milli
» لا اخترناه ولا بيعناه ...نجح ازاي؟؟؟ سبحان الله..!!!!!
الأربعاء يونيو 09, 2010 8:55 am من طرف yussif_9milli
» Shayne Ward - No Promises
الجمعة يونيو 04, 2010 3:31 am من طرف medo7op
» طريقة تحضير عائنه بنت ابليس
الإثنين مايو 17, 2010 3:51 pm من طرف سامبو
» طريقة تحضير الجن
الإثنين مايو 17, 2010 3:43 pm من طرف سامبو
» بعد رفع الإيقاف عن غالي المصري..نظرية المؤامرة تطل بوجهها علي أزمة غالي
الأربعاء أبريل 21, 2010 7:57 pm من طرف 3abdeen
» أعلان برائة الأعلامي أحمد شوبير وحقة في ممارسة الأعلام + خناقة مرتضي منصور مع برنامج القاهرة اليوم
الثلاثاء أبريل 20, 2010 10:46 pm من طرف 3abdeen
» جماهير النصر تطالب غالي بمقاضاة لجنة المنشطات وترغب في التعويض
السبت أبريل 17, 2010 9:54 pm من طرف 3abdeen
» المعمل الألماني اثبت براءة غالي من تناول المنشطات
السبت أبريل 17, 2010 9:48 pm من طرف 3abdeen
» شيكابالا يتوج بلقب أفضل لاعب في قمة الزمالك والأهلي
الجمعة أبريل 16, 2010 11:04 pm من طرف 3abdeen
» تعادل الكلاسيكو المصري .وأقتراب الأهلي من درع الدوري
الجمعة أبريل 16, 2010 10:54 pm من طرف 3abdeen
» ياريت الكل يقول مبروك للأهلي والزمالك الأداء الجميل في الكلاسيكو المصري
الجمعة أبريل 16, 2010 6:47 pm من طرف 3abdeen
» جديده بينكم بس المعهد مش جديد عليه
الجمعة أبريل 16, 2010 5:10 pm من طرف 3abdeen